تعاني معظم الأسر في واقعنا الاجتماعي من إفراط أبنائها في ممارسة الألعاب الإلكترونية وقضاء وقت طويل أمام تلك الشاشات الجذابة وبشكل لا يؤدي إلا إلى الوقوع في فخ الإدمان الشبكي الذي لا يستفيد منه سوى كبرى الشركات العالمية والتي تسببت بمخرجاتها التكنولوجية في خلق أضرار وانعكاسات سلبية أفضت إلى التهام أوقات الشباب، وإضعاف عقول النشء، واستهلاك طاقاتهم بدون جدوى تذكر هذا فضلا عن تراجع مستوى التركيز، وضعف مستوى التحصيل العلمي وهشاشة التواصل مع الأسرة المحيطة!
والتقنية كما هو معروف سلاح ذو حدين إما أن تبني أو تهدم فهي قابلة للتوظيف والتوظيف الضدي فإن استخدمت كوسيلة للمعرفة والبحث والاطلاع على مستجدات هذا الانفجار المعرفي المتواصل صارت أمرا محمودا، وإن استخدمت فيما هو على الضد من ذلك صارت أمرا مذموما وبما أن الأسرة هي خط الدفاع الأول فإنه لا بد لها من التصدي لتلك السلبيات الناتجة عن هذا الاستخدام السلبي للتقنية لا بد هنا من مساعدة الطفل على كيفية التعامل مع الوقت - والمسألة هنا نسبية بطبيعة الحال - وبما أن الأطفال يبحثون بطبيعتهم عن الترفيه، وفي نفس الوقت يعانون من وجود مساحة هائلة في وقت الفراغ فلا بد من التدخل لإيجاد البدائل من جهة ولتقليل التعاطي مع أجهزة السوني ومع تلك الألعاب الإلكترونية، وتنظيم التعامل معها، وتقنينه وعلى نحو يكسبهم إيجابيات تلك الأجهزة الذكية، ويحميهم مما ينجم عنها من أضرار من جهة أخرى. إن تنظيم الجلوس أمام هذه الشاشات مطلب تربوي ملح، والمنع ليس حلا، لأن تلك التقنيات الحديثة ليست سلبية في كل الأحوال، فهي إذا تم التعامل معها بقدر من التوازن والاعتدال ومع وجود نوع من التوجيه والمراقبة الأسرية غير المباشرة فإنها تعزز بعض المهارات الذهنية والتقنية لدى الأطفال، كما أنها تنمي مهارات الاتصال - وإن كان بحذر - مع الآخرين، كما أنها تجعل الناشئة يعرفون الواقع أكثر، ويواكبون مستجداته تحت مظلة الأسرة ودون إفراط ولا تفريط.
https://www.alyaum.com/articles/6432446/الرأي/مقالات-لا-تفوتك/علموا-أطفالكم-السوني
https://twitter.com/46oPIu20eElViiH