قصة الرواية التركية (قواعد العشق الأربعون )

Amal

Member
القصة تحكي سفرية شمس التبريزي من سمرقند وبغداد، إلى قونية التركية، مروراً بالعاصمة السورية دمشق، ليلقى مصرعه في قونية، على يد قاتل مأجور بعد أن اتم رسالته التي خلق من أجلها، وهي البحث عن الله ومعرفته.

دعا الله أن يساعده لأن ينقل حكمته التي جمعها من تنقلاته وطوافه في أرجاء العالم إلى الملاء فطلب منه ملاكه الحارس أن يذهب إلى بغداد كي يقابل رفيقه.

في عام 1244 ميلادي، إلتقى الرومي بشمس الدرويش وقد غير لقاؤهما ذلك حياة كل منهما. وبعد مؤتمر الرومي بذلك الرفيق الاستثنائي، تغير من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفي متعهد، وداعية إلى الحب، فابتدع رقصة الدراويش، وتحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية.

يقول شمس عن صاحبه: الرومي على حق، فهو ليس الشرقي ولا الغربي، إنه ينتسب إلى مملكة الحب. إنه ينتسب إلى المعشوق.

وفي عصر سادته روح التعصب والنزاعات الدينية، دعا شمس إلى روحانية دولية شامة، مشرعاً أبوابه في مواجهة جميع الإنس من غير مشابه المشارب والخلفيات. وعوضاً عن أن يدعو إلى الجهاد الخارجي، الذي يعلن “بالحرب على الكفار”، الذي دعا إليه الكثيرون في هذا الزمن، كلياً مثلما يجري في يومنا ذلك دعا الرومي إلى الجهاد الداخلي، وتمت غايته في جهاد “الأنا” وجهاد “النفس” وقهرها في عاقبة الشأن.

إلا أن أفكاره لم تلق ترحيباً من جميع الناس، ولم يفتح الجميع قلوبهم للمحبة، وأصبحت العلاقة الروحية القوية بين شمس التبريزي والرومي نهباً للشائعات والافتراءات والهجمات. وأسئ فهمهما، وأصبحا مكان حسد، وذم، وحط الناس من قدرهما، وخانهما أكثرالناس قربا إليهما. وبعد مضي ثلاث سنين على لقائهما انفصلا بشكل مأساوي حيث تم إعدام التبريزي.
في الواقع لم تكن هناك نهاية. فبعد أن مضت ثمانمائة سنة، لا تزال روح شمس وروح الرومي تنبضان بالحياة حتى يومنا هذا، تدوران في وسطنا في مكان ما..
و جلال الدين الرومي الفقيه الخطيب المفوه الذي سيطر على مشاعر الناس في القرن الثالث عشر، قرن الصراعات الدينية والطائفية، تغير بإجراء ذلك الصوفي إلى داعية عشق لا نظير له فخرج من قفطانه الديني الثقيل إلى لباسه العادي وهو يدعو إلى وحدة الأديان وتفضيل الحب الإلهي على غيره من متع الحياة.
 
أعلى