ما هي التراكيب التي يقدم فيها OMEGA3 في التصنيع الغذائي و كيف نختار ما يناسبنا منها

ما هي التراكيب التي يقدم فيها OMEGA3 في التصنيع الغذائي و كيف نختار ما يناسبنا منها




هناك أنواع و أشكال عديدة جدا ً للمكملات الغذائية الحاوية على OMEGA3 تختلف جودتها و تراكيبها باختلاف مصادرها .. و الكثير منها تجاري و سيء النوعية و قد يترتب على أخذه مخاطر صحية عديدة , بينما بعضها يتم إعداده بإخلاص تحت إشراف علمي دقيق و موجه لغايات علاجية محددة .. و في هذه المقالة سنتعلم كيف نختار النوع المناسب من بين هذه المستحضرات , من حيث الجودة , و من حيث وضعنا الصحي و ما يناسبه
المصدر الأول لـ OMEGA3 كما تعلمون هو زيت السمك .
.

النقطة الأولى الهامة في اختيار زيت السمك هي الانتباه و التأكد من الإشارة بوضوح على نشرة العبوة إلى أن المستحضر مستخرج من أسماك يتم صيدها من البحر , و ليس من أسماك تمت تربيتها في أحواض زراعية , حتى لو كانت من بذرة أسماك بحرية , فاستهلاك أسماك المزارع و زيتها يترتب عليه الكثير من المخاطر الصحية .. فسمك المزارع لا يحتوي على OMEGA3 بنسبة جيدة بل غالبا ً يحتوي على OMEGA6 بنسبة أعلى بل حتى أنواع سيئة من OMEGA6 .. و في الحقيقة لو احتوى زيت السمك الزراعي على OMEGA3 فغالبا ً لا يشكل وجود الحمضين الدهنيين DHA , EPA من بينها نسبة جيدة بل الأنواع الموجودة من OMEGA3 قد تكون من الأنواع غير المدروسة في علم التغذية و التي تتشكل في سمك المزارع.. و فوق ذلك يحتوي سمك المزارع على مادة Bisphenol A - BPA التي تتشكل فيه بسبب استخدام الهرمونات في تربيته و هذه المادة تشوش عمل الغدد الصم و بالتالي مؤذية بشدة للصحة و قد تم الربط من خلال دراسات علمية كثيرة بين أخذ هذه المادة عن طريق تناول سمك المزارع تركيب مضخات و بين الإصابة بسرطانات هرمونية أو على الأقل مشاكل صحية عديدة مثل حالات عدم التوازن الهرموني Hormonal Imbalance التي تسبب اضطراب الدورة الشهرية و تليف الرحم Uterine Fibroids و الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis و متلازمة المبيض متعدد الكيسات Polycystic Ovary Syndrome - PCOS و ظاهرة التثدي Gynecomastia أي كبر حجم الثدي عند الرجال و ضعف الإنجاب لدى الجنسين .. و المادة المذكورة Bisphenol A - BPA تنحل بالدهون فهي بالتأكيد ستنحل بزيت السمك المستخرج من السمك الزراعي
و إذا لاحظتم على نشرة المنتج تجنب الإشارة إلى المصدر البحري للسمك المستخرج منه ننصحكم باستبعاده

النقطة الثانية في اختيار زيت السمك هي التأكد من استخراجه من أسماك تم اصطيادها من بحار غير معرضة للتلوث الصناعي , و ذلك لأهمية استبعاد وجود الزئبق فيه , و أفضل المستحضرات بهذا الصدد هي الآتية من بحر الشمال على شواطئ ألمانيا و فنلندا و النروج و الدانمارك و السويد , و كذلك شواطئ كندا و ألاسكا

النقطة الثالثة هي التأكد من نسبة الحمضين الدهنيين EPA , DHA المكونين الأساسيين لـ OMEGA3 في زيت السمك , فكثيرا ً ما يحتوي زيت السمك على OMEGA6 أكثر من OMEGA3 حتى لو كان بحريا ً , فبعض الأسماك البحرية تحتوي على تحتوي على OMEGA6 بنسبة أعلى من OMEGA3 , كما تحتوي بعض الأسماك على OMEGA9 أيضا ً
و مما يهمّنا كغاية علاجية أن نعرف نسبة كل من EPA , DHA في زيت السمك , فللغايات العلاجية العصبية و النفسية و البصرية و لتحسين القدرات الذهنية عند الأطفال يجب أن نختار زيت السمك الذي تغلب فيه نسبة DHA , بينما لسائر الأهداف العلاجية و الوقائية الأخرى كصحة القلب و الشرايين و المفاصل و العضلات و الجلد و أمراض المناعة الذاتية و كل ما يتعلق بالجسد دون الدماغ و العين .. نختار زيت السمك الذي تغلب فيه نسبة EPA
و الأفضل من ذلك لاستبعاد وجود OMEGA6في زيت السمك و كي نحصل على OMEGA3 فحسب من خلال زيت السمك يجب أن نختار أنواعا ً تم عزل OMEGA3 فيها و التسمية العلمية لها التي تشير لنا إلى ذلك بوضوح على نشرة العبوة هي : زيت السمك المنقى أو المصفى Distilled Omega 3 Fish Oil
أما المستحضرات التي تلاحظ على نشرتها عبارة Molecularly Distilled فهي منقاة جزئيا ً أي أنها تحتوي إلى جانب OMEGA3 على أحماض دهنية أخرى منها ربما OMEGA6 ..

و بخصوص حالات صحية خاصة هي أمراض الغدة الدرقية و حب الشباب و الربو لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة حول اختيار زيت السمك ..

فبالنسبة للغدة الدرقية
من المعروف أهمية اليود لعملها و السمك مصدر هام لليود لذلك يوجد اليود ضمن زيت السمك مبدئيا ً , و هنا يجب الانتباه : يجب على مريض قصور الغدة الدرقية الذي يأخذ علاجا ً دوائيا ً بهرمونات بديلة ألا يكثر من زيت السمك إلا إذا أعلم طبيبه بذلك , فزيادة كمية اليود التي سيأخذها مع زيت السمك تعتبر بمثابة زيادة محتملة على جرعة الدواء , و لا مشكلة بصورة عامة من أخذ 1000 ميلليغرام من زيت السمك لمريض قصور الغدة الدرقية , بينما في حالة التهاب الغدة الدرقية ذاتي المناعة هاشيموتو Hashimoto's Thyroiditis قد لا يعطى المرضى هرمونات بديلة بل يخضع لعلاج طبيعي
فلا مشكلة من أخذ زيت السمك بجرعة فوق 1000 ميلليغرام بل على العكس فإن OMEGA3 مطلوب للسيطرة على تهيج جهاز المناعة ضد نسج الغدة الدرقية .. أما
بالنسبة لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية فيمنع على هؤلاء أخذ السمك و زيت السمك طالما يحتوي على اليود فهو يهيج الغدة الدرقية و يزيد من فرط نشاطها

و بالنسبة لحب الشباب Acnes : من خلال التطور العلمي الصناعي في استخراج زيت السمك و تكريره , تقوم بعض الشركات بنزع اليود من زيت السمك و الإشارة بوضوح على نشرة المنتج أنه خال ٍ من اليود , و ذلك بهدف توجيهه إلى مرضى حب الشباب , فكما نشير دائما ً من الضار جدا ً لمرضى حب الشباب أن يأخذوا مصادر اليود بكثرة فهو يهيج حب الشباب , بينما على العكس يفيدهم أخذ OMEGA3 في كبح حب الشباب و علاجه

و بالنسبة للربو : من المعروف أن OMEGA3 له دور رئيسي في تخفيف الحساسيات على أنواعها , لكن السمك مصدر لـ OMEGA3 قد يحتوي على الأمينات الحيوية Biogenic Amines التي قد تتشكل في السمك و التي تحرض عموم الحساسيات و من المحتمل بقاء آثار لها في زيت السمك .. هذا لا يعني عدم إمكانية إعطاء زيت السمك لجميع مرضى الربو , لكن بعد ضبط تشكيل و إفراز أنزيم هيستامين أوكسيداز Histamine Oxidase في الأمعاء و تحسين الهضم و منع التخمّرات في الأمعاء و التي تسبب تحريض عموم الحساسيات و هناك طرق علاجية طبيعية لهذه الغايات ..

و نجد بعض مستحضرات زيت السمك يتم فيها الجمع بين زيت السمك و زيوت صحية أخرى مثل زيت بذر الكتان Flaxseeds Oil أو زيت الأخدرية أو زهرة الربيع المسائية evening primrose oil أو زيت عشبة لسان الثور Borage Oil و هذه المستحضرات جيدة نظرا ً للتآزر Synergism في مفعول هذه الزيوت المفيدة و من جهة أخرى لأن وجود زيوت أخرى يحسن من امتصاص زيت السمك ..

و يمكننا عند أخذ زيت السمك لتحسين امتصاصه أخذه مع وجبة فيها دهون صحية كزيت الزيتون أو الزبدة البلدية أو المكسرات النيئة أو الأفوكادو أو جوز الهند و زيته
و يجب أن تكون إمكانية هضم الدهون لدينا بحالة جيدة كي نمتص زيت السمك : أي أن الكبد و المرارة و البنكرياس تعمل بصورة صحيحة على إنتاج الأنزيمات الهاضمة للدهون , و إلا فيجب أن نأخذ الأنزيمات الهاضمة للدهون Lipases لضمان الاستفادة من OMEGA3 دائما ً
 
أعلى